بلاد الإسلام


بسم الله الرحمان الرحيم

بلغ السيل الزبى


بلاد الإسلام و المسلمون الان في امس الحاجة الى من يوجههم مع توالي الأحداث و تتابع المجريات التي غيرت الكثير من احوال الناس. فكما تعرفون جميعا الإنسان العربي متقلب المزاج و سريع الغضب, و محاولة التغيير السريع لا تنجح في غالب الأحيان فكيف مع تواجد هذه الصفات. الحكم السريع على الأحداث يقود في غالب الأحيان إلى الوقوع في ما لا تحمد عقباه و ما لا يغتفر و إصلاح ذلك يتطلب الكثير من الجهد و العمل المجد. لكم الله يا اهل سوريا و يا اهل بورما , الله الله للاسلام, الله الله للمسلمين, الم نكتف بعد من التثاقل و التراخي و اتباع الهوى, الم نهتد بعد الى السبيل القويم, اني لا ادعو الا الى العمل على النفس و اصلاح الحال و تكوين الشخصية الإسلامية الحقة الكفيلة بتقوية الإسلام و المسلمين و بناء المجتمع السليم. لا شك ان الكثيرين يعتقدون ان الاسلام لا يصلح كمنهج لقيادة دولة, هذا التفكير الرجعي سببه اننا نحاول اصلاح ما افسده المفسدون عن طريق إدخال معتقداتهم الفاسدة و دمجها مع تعاليم الاسلام, لاتخاذ ذلك سببا لالقاء اللوم على الاسلام و تاكيد ما يصدحون به من انه لا يليق ليكون منهجا و طريقا للاصلاح. و للاسف فالكثير من الناس ينجذبون الى هذا الطريق, و ينسون ان الطريق الى النجاح واحدة, و انه لا بد من المرور بهذه الطريق للوصول و لاعداد نظام قادر على الوقوف امام التحديات و الصعاب, و مواجهة المخططات الرامية الى إلصاق صفات مثل الرجعية و التخلف و مقاربات مثل التشدد و الارهاب بالاسلام و المسلمين. من هذا المنطلق يتبين الحقد الدفين الذي يكنه الاعداء, و ما يخفونه تحت عباءة حقوق الانسان للتطاول و ايجاد السبيل للاساءة لكل ما يقرب الاسلام. و ما يحز في النفس اكثر هو ان من ابناء جلدتنا من يعينهم على ذلك, بل و يمهد لهم الطريق. المهم الان هو ان نعرف الطريقة الصحيحة لانجاز الامور و عدم التسرع في اتخاذ القرارات التي من شانها تحديد مصير امة باكملها.

لا شك انكم تتساءلون عن علاقة ما اتحدث عنه بسوريا او بورما, كيف لا يكون لذلك علاقة و الناس لم يضربوا حسابا لهذا العدد الهائل من الخسائر البشرية؟ و كيف اصبح الحديث عن قتل المئات يوميا يعد شيئا عاديا؟ لماذا نتجاهل هذه الحقيقة المرة و نقف مكتوفي الايدي امام ما يحدث؟ بل و بعضنا يستمتع بعطلة الصيف في ارقى المنتجعات و اخواننا نحسب جثتهم كل يوم؟ كيف و قد ذهب نصف السودان و نحن مشغولون بالصراعات الداخلية في غفلة عما يحدث حولنا؟ يقتل المئات يوميا بل الآلاف في بورما و نحن نتفرج.  حسبنا الله و نعم الوكيل اين ذهبت عقولنا و كيف اصبحت حالنا يرثى لها. وكيف انتشرت الدعارة و الفجور في مجتمعنا, و استباحة المحارم اصبحت من صفاتنا, التبرج ملا الشوارع و اصبحنا نشاهد الافلام الخليعة على المباشر و امام مرأى الجميع. كيف و انت ترى الاب يصحب بنته الى الجامعة و هي شبه عارية, فاقل ما يقال عنه انه ديوث يقبل الفاحشة في اهله. لم نعد نكتفي بالمصافحة بين الفتيان و الفتيات رغم انه ان يغرز في راسك مخيط اهون من ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل انتقلنا الان الى التقبيل علنا دون خشية و لا حشمة, و الله صرت اخاف على نفسي من هذا كله, و اخاف على اهلي و على اصحابي. اعذروني على هذه الكلمات الثقيلة لعلها تحرك قليلا من الغيرة على العرض بيننا و تزرع فينا شيئا من المسؤولية تجاه الاسلام و المسلمين, و تحسسنا بالمسؤولية على عاتقنا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire